ليس بعيداً من سمير قصير

Uruguay-Street-beirut

الزمان: ديسمبر 2010 – أربع سنوات قبيل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية الثانية.
المكان: شارع اوروغواي الفخم في وسط العاصمة بيروت
يقترب رجل أنيق في ال35 من عمره من مدخل المبنى التجاري حيث تقع محلات “آيشتي” وعلامات الإشمئزاز ظاهرة على وجهه، ثم يصرخ بوجه حارس أمن: “يا بهيم ما فهموك إنو ممنوع التدخين بوقت الدوام؟” متابعة قراءة ليس بعيداً من سمير قصير

إفتراضي

فرضية الوجود
فرضية الوجود

بداعي الملل*، يدخل الى صفحة تعديل المعلومات الشخصية. يبتسم للحظة. ينقر على خانة “تاريخ الميلاد”. يُفكّر لوهلة، ثم يبتسم. يَحذف تاريخ ميلاده ويملأ الفراغ بـ 18 آب 1968… تاريخ وهمي سيعلن ولادة شخص وهمي أعرفه كما تعرفونه جميعاً. يطلب منه “فايسبوك” إعادة إدخال كلمة السّر للتأكد من هويته. يلبّي رغبات الموقع. يُدخل كلمة السّر: “رحلة”. أدخل عالم أحمد الإقتراضي.

تمر اﻷيام وينسى أحمد ما قام به في تلك الليلة حتى حلّ يوم 18 آب 2011. يستيقظ الشاب العشريني قرابة الساعة الاولى بعد منتصف الليل مع انقطاع التيار الكهربائي وتوقُف المروحة عن الدوران. يصيبه اﻷرق وتفشل كل متابعة قراءة إفتراضي

جيش الوسوف الحرّ

“بالروح بالدم نفديك بو وديع…بالروح بالدم نفديك بو وديع…بالروح بالدم نفديك بو وديع…”

صرخها “ابو جورج” من دون كلل او ملل حتى استوت بحّة صوته وشعر انه توحّد روحياً مع ابو وديع. كان أبو جورج،  الذي يعمل ليلاً كفاليه باركينج في الجميزة، اول الواصلين الى مطار بيروت الدولي صباح ذلك اليوم. فـ”حسين” ابن الضاحية الذي اعتاد شباب المنطقة على مناداته بـ “ابو جورج” قد اقسم انه عندما سيتزوّج من بنت الحلال، سيسمّي ابنه “جورج” تقديراً لعطاءات الوسوف الذي اطرب الملايين لأكثر من ثلاثين عاماً.

متابعة قراءة جيش الوسوف الحرّ

El Boss

مرّت ستة اشهر على زيارة احمد الاخيرة الى قريته. فأحمد، الشاب العشريني، قضى معظم ايام حياته في بيروت. اذ فرضت الدراسة ووظيفة والده ان تكون زيارة القرية فقط في الاعياد او العطلة الصيفية.

صديق احمد الوحيد في القرية هو “البوس” (el boss). ومع ان البوس كان اكبر سناً من احمد، الا ان اطباعهما تشابهت منذ الصغر حتى ولو ظهرت بعض الفروقات بينهما مع مرور الوقت. فلطالما رافق أحمد الخجول صديقه “البوس” الجريء  في عمليات “تنفيس” اطارات السيارات في الحي او التدخين سرّاً خلف احدى الحيطان. مرّت الايام واحمد لا يزال يتابع دراسته الجامعية. اما “البوس”، فاكتفى بشهادة البروفيه وهو يعمل الآن في ورشة حدادة سيارات.

متابعة قراءة El Boss

بوند…حسن بوند

بوند…حسن بوند. هكذا تمتم حسن معرّفاً عن نفسه وسيجارة من ماركة بوند تتدلى من شفته السفلى. لم تكن المرة الاولى التي ارى فيها حسن او اسمع عن قصصه. الا انها كانت اول مرة اتبادل الحديث وجهاً لوجه مع أسطورة الضيعة ومحيطها. فمن لا يعرف حسن بوند لا يعرف شيئاً عن التاريخ البشري المعاصر.

نستنتج من قصص حسن انه عايش معظم الأحداث والمنعطفات السياسية والامنية التي عصفت بلبنان منذ عام 1975. فهو كشف مؤخراً خلال جلسة اركيلة وليخة، وبحضور العديد من رجال المنطقة، انه هو من كان يقود بوسطة عين الرمانة الشهيرة. ويبرّر دخوله بالبوسطة الى عين الرمانة بالقول:”القلوب مليانة، وان ما كبرت ما بنزغر…”. وكان حينها لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

متابعة قراءة بوند…حسن بوند

الفنان التشكيكي

 

مو (Moe) فنان تشكيكي (بعدين بشرحلك). بيو من اصل تشيكي. اسمو الاصلي محمد على اسم خاتم الانبياء اللي ما كان عارف انو كتير من الاغبياء رح يتسمّو على اسمو. مو مش مستحي من اسمو الاصلي. نو. مو بيعتبر انو مناداته بالـ مو بتسهّل عليه الاختلاط مع اللي بيحكو لغات اجنبية – ان كانو اجانب او لبنانيي نامو بأحد الأيام وفاقو تاني يوم ناسيين العربي.

مو ما بيدخّن الا “كامل” (Camel). والسبب، بلا طول سيرة، هو إنو مش مين ما كان بيدخّن كامل. ومش ع ماشي غنّى عبد الحليم حافظ “كامل الاوصاف فتنّي.”  بس مو عم يفكّر يوقّف يوصّي رفقاتو يجيبولو كامل من السوق الحرة. لإنو صار في منا بالسوق اللبناني وهوي ضد السلع الاستهلاكية وقصص الماينستريم (mainstream). لهيك ناوي يصير يجيب دخان فلت. ويلفّن ع طريقتو، ما هوي كل شي بيحب يجيبو “هاند مايد”.

متابعة قراءة الفنان التشكيكي

ماغاباي

سحن رومية – رمزي حيدر – ا ف ب

 

بخلاف معظم اللبنانيين، يتفرّد موجو – إسم نحصل عليه من خلال مزج كلمتي محمد و جورج – بتقنية حديثة تعطيه متعة الاستمتاع بأجمل الاغاني اليونانية والتركية عبر “ساوند سيستم ” متطور. وهذا النظام هوكناية عن راديو بسيط يلتقط الاشارة عبر سلك حديدي موصول بقضبان نافذته الضيقة. يؤكد موجو أنه قادر على التقاط الديش والانترنت السريع لو سمح آمر السجن بإدخال تلفاز او حاسوب الى الزنزانة.

على أثير راديو قبرص، يخرج موجو من ضيق زنزانته، ويبحر في المتوسط على أنغام أغنيته المفضلّة: “ماغاباي.”  فهو دخل السجن على أنغام هذه الأغنية اليونانية، واعتاد على حياة السجن بفضل المطربة أنجيلا ديميتريوس.. وهو الآن لا يزال حرّاُ بفضل ماغاباي.

متابعة قراءة ماغاباي