ديستوبيا في ديستوبيا

يقود أحمد دراجته النارية بحثاً عن “مركز الكأس المقدسة”. سيتم عرض مسرحية صديقه هناك مجدداً لجمع التبرعات لـ”قضية إنسانية”. “الفن في خدمة اﻹنسان”؟ . وافق أحمد على الحضور بعد دعوات متتالية في مناسبات سابقة حتى لم يعد يجد حججاً جديدة للتغيب. بلغت الساعة 8.30 مساءً وقد يبدأ العرض في أي لحظة. يتفقد أحمد المناطق الصناعية المحيطة بسوق اﻷحد ونهر بيروت الهادر بالروائح الكريهة. فصديقه قال له أن المسرح يقع في ضاحية سن الفيل البيروتية بالقرب من سوق اﻷحد. يقع اختياره أخيراً على الطريق اﻷكثر ظلاماً على الضفة اليمنى لنهر بيروت. على مسافة دقيقة من القيادة على الدراجة، يلاحظ أحمد تجمعاً من 4 أشخاص في باحة خالية من السيارات، يتوسطها مستودع لا يظهر عليه الطابع “الثقافي” أو “المسرحي”. لكن حدسه يقول له أن المسرحية ستُعرض هنا، فلا أحد يقترب من هذه المنطقة بعد غروب الشمس إلا بحثاً عن النشوات الممنوعة. يترجل أحمد عن دراجته وينظر من حوله في الظلام. هنغارات ومستودعات مغلقة في كل اﻹتجاهات، وأبراج فاخرة قيد اﻹنشاء تتوزع هنا وهناك. متابعة قراءة ديستوبيا في ديستوبيا