الحب في زمن الكوليخرا: انو عادي مشاوي والشباب

انه الحب في زمن الكوليخرا. على الأقل هذا ما قاله ذلك الشاب في إعلان الـ”باز” لصديقته “الطيّوبة” التي فكّت رقبتها من كثرة طقّ الحنك. فالحب في زمن الكوليرا، عنوان رواية للكاتب الكولومبي “غابريال غارسيا ماركيز”، وجد لنفسه نسخة معدّلة في لبنان: الحب في زمن الكوليخرا… وما أرحم الكوليرا مقارنة بموقف كهذا.

إعلان باز هو احدى الإعلانات القليلة التي لا تكذب على المشاهدين. فقد استخدم واقع حياة المواطن اللبناني (المستهلك) وعرضه كما هو على التلفاز. وكدليل على دقة هذا “الواقع”، فإن مواقع التواصل الإجتماعي امتلأت بالصور والتعليقات والميمز (فكرة تنتقل في المجتمع من فرد الى فرد) التي تُكرر عبارة “عادي مشاوي والشباب”. وبدل ان تفرض القنوات التلفزيونية علينا مشاهدته خلال الفاصل الإعلاني والإكتفاء بذلك، ذهبنا الى يوتيوب لمشاهدة الإعلان مجدداً! مرة تلو الأخرى، بشكل منفرد او مع مجموعة من الأصدقاء، ليصل عدد المشاهدات على يوتيوب الى أكثر من 80 ألفاً.

وفي بعض الأحيان، وخلال مشاهدتي للإعلان، أشعر ببعض اللعيان. بحاجة للتفكير بشيء عميق من وقت الى آخر، قبل فوات الأوان. أشعر بأن لا معنى للعلاقات من حولي. وأن الناس يعيشون مثل شاب الـ”باز” وصديقته في كذبة طويلة الأمد، اسمها الحياة. حياة عكس الحلم. كذبة عكس الحلم. حياة بعيدة كلّ البعد عن ما ظننت بأنها ستكون. أشعر ان من أعجبوا بالإعلان يمرّون (او سيمرّون يوماً ما) بنفس المرحلة مثلي، بعد ان شعروا برابط مع هذا الإعلان القصير الذي لخّص حياتهم: الكذب، التجغيل، والعلاقات الإجتماعية المزيفة والفارغة.

إعلان “باز” نموذج آخر لإعلان “شايف حالك” (ولكن على مستوى شخصي)، الذي يكرّر من بعده المشاهد اللبناني عبارة “ايه والله معن حق” ويكتفي بهذا التعليق من دون تغيير اي شيء في واقعه الإجتماعي.

وحسب الإعلان، فإن الجواب الصحيح الذي يتوجب على الشاب الـ”باز” قوله لصديقته هو “ولو يا بايب؟ معقول تقطع ثانية وما فكّر فيكي؟” الجواب الصحيح لصديقته هو الكذب. الجواب الصحيح هو “الكولي خرا”.  انه انذار لكل واحد منا، كي لا نصل الى مرحلة اخرى، تحت عنوان كتاب آخر لغابريال غارسيا ماركيز… “مئة عام من العزلة”، وحينها أخبروني ما هي الوسيلة لـ “نخلّي الجو ولعان”.

اما بالنسبة لمشاريعي الليلة، إنو عادي، مشاوي والشباب.


19٬980 مشاهدة

رأيان على “الحب في زمن الكوليخرا: انو عادي مشاوي والشباب”

  1. Thank you for the great post. i think a lot missed the sense of sarcasm in your note. w eza shi, mafi ajla2 w ajlagh menel lebneniye bas yetla22ato bi shi jemle jdeede..men bitch puhlease la 3ade mashewe wel shabeb la not sure 3aynaki 7olomon aw thadyayki

اترك رداً على moxy إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *