
انقسم المصريون منذ بضعة اشهر بين اكثرية رافضة للمجلس العسكري ومشيره، واقليّة داعمة له “نكاية” بثوار 25 يناير. ويّتهم المعارضون المجلس العسكري بالتآمر على الثورة من خلال زج الثوار في المعتقلات ومحاكمتهم عسكرياً ومنع محاكمة الرئيس المخلوع مبارك. امّا “محبّي” المجلس العسكري (والذين هم اقرب الى “ابناء مبارك” و “إحنا اسفين يا ريّس”)، فيعتبرون ان لا خوف على الثورة طالما انها في عهدة العسكر.
وسُمّيت المجموعة الداعمة للمجلس العسكري بـ “حلف روكسي” بعد دعوة لـ “مليونية دعم المجلس العسكري” في ميدان روكسي في القاهرة. ولم يلبّي الدعوة الى المليونية سوى العشرات من محبّي الطنطاوي. ومع هذا الدفع الشعبي العظيم، قرر المجلس تنفيذ واقعة العباسية ضد شباب 6 ابريل في وضح النهار، وتوقيف ناشطين كأسماء محفوظ لتطاولها على قدسية الجيش وحقّه بالاستبداد. ونذكر هنا ان “مايكل نبيل” هو من اول معتقلي الرأي لدى المجلس العسكري بعد ان كتب مقالاً مفصلاً عنونه “الجيش والشعب عمرهم ما كانو ايد واحدة”. ومايكل مضرب عن الطعام الآن في احد زنزانات العسكر.
في لبنان ايضاً، يقسم العسكر اللبنانيين وساستهم بين محبّين (نكاية) ومعارضين (نكاية). يطالب الفريق الاول الجيش بمحاكمة المتطاولين على الجيش. فيردّ الفريق الثاني باتهام الفريق الاول (الميليشياوي) بعدم السماح للجيش بشمّ الهوا في جنوب لبنان. والجيش لا يعلّق فرِحاً بالحب المفاجيء الذي يتلقّاه من الطرفين.
وعلى موجة ثالثة، تعلو اصوات تدعو الى تحييد الجيش من البازار السياسي والانقسام الحاد بين اللبنانيين. ولكن، الم ينخرط الجيش اللبناني اصلاً في البازار وصراعات الطوائف والمصالح؟ فكبار ضباط الجيش اللبناني يتوزّعون على رئاسة الاركان ومديرية المخابرات و”يُفرَزون” على الامن العام وغيرها من المؤسسات طبقاً للحسابات الطائفية والسياسية وحتى المناطقية في الطائفة الواحدة.
يظهر لنا إذاً ان لا ضرورة اصلاً لتسليح الجيش بالاسلحة الثقيلة والطائرات. فالدور الاساسي للجيش ليس حماية حدود الوطن، بل هو اقرب الى بيضة القبّان التي تعيد التوازن بين الافرقاء اللبنانيين…وكُثر هم العسكر الذين استلموا بعد الازمات سدة الحكم بما يشبه انقلاباً ابيضاً اتفقت عليه الطبقة السياسية اللبنانية.
اما على فايسبوك، فقد دعا “ناشطون” الى التجمّع امام النصب التذكاري للجندي المجهول يوم السبت تضامناً مع الجيش اللبناني. فهل يفوق عدد داعمي الجيش في ميدان روكسي اللبناني الـ 50 شخصاً؟ حلف روكسي يتقدّم…والله الموفق!