ضرب من الخيال

أهلا بكم في جمهورية الصين الشعبية والثورة الثقافية الماويّة والفورة السكانية المباركة. تُنتِج الصين في مصانعها “كل شيء” وتُصدّره الى الاسواق العالمية ومخازن القاروط (شارع الجاموس – الضاحية الجنوبية)، ولا تستورد حتّى نصف حبّة رزّ امركاني.

 الضرب أوّل: لم تمنع السلطات الصينية عرض فيلم “افاتار” (Avatar) لعدم وجود عبارة “Made in China” على الاسطوانة. ولم تمنعه بسبب مشاكل شخصية بين رئيس الحزب الرفيق “هو جينتاو” (مواليد 1942 ميلادي، 1361 هجري) والمخرج الفذّ “جايمز كاميرون” (مواليد 1954 ميلادي، 1373 هجري). علّة الفيلم تكمن في انه يتضمّن “افكار” قد تهدد وحدة المجتمع الصيني وصلابة الامّة ومناعتها في وجه القوى الرجعية المتآمرة على الشعب. فقد منعت (مش مزح) هيئة الاذاعة والصحافة الصينية عرض فيلم “افاتار” في صالات السينما لأن قصته تتضمن “انتفاضة” شعبية نقطة عالسطر.

وقال الناطق بإسم الهيئة ان قرار المنع اتى نتيجة تخوّف الحكومة من ان يتخيّل الشعب الصيني ثورة مشابهة للثورة التي تحصل في الفيلم وينتفض على النظام.

الضرب التاني: كما منعت السلطات الصينية نهاية العام الماضي الافلام والبرامج التي تتضمّن فكرة “السفر عبر الزمن.”

فالسفر عبر الزمن هو فلسفة الهروب بواسطة وسيلة نقل خيالية من الزمن الحالي نحو زمن اكثر دفئاً وحريّةً. واثناء مشاهدة الفيلم، يسافر المشاهد في الزمن من العالم الحقيقي الى العالم الافتراضي، فتصبح الحريّة الفكرية حاجة مُلحّة لديه والثورة وسيلة عبوره الى الحرية.

الهدف من هذين القرارين محو فكرة “التغيير” من ذاكرة الفرد ومن الذاكرة الانسانية كي يعيش مكبّلاً في مجال ضيّق لا قدرة له على الخروج منه.

لذلك، فإن الثورة الحقيقية في الصين “الشعبية” واميركا “البوب” ولبنان “الغنم” هي بكل بساطة…ضرب من الخيال.

*

منع فيلم افاتار

منع السفر عبر الزمن

4٬450 مشاهدة

3 آراء على “ضرب من الخيال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *