
تعود بك الذاكرة الى سنين الطفولة فور رؤيتك لهذا المشهد: حلقة دائرية – يد تمسك بالأخرى – وافراد خائفون داخل الدائرة. مجموعة تحوم حولهم وتردد :”يا سلوى ليش عم تبكي”. كم كرهت هذه اللعبة التي لم أفهمها أصلاً. وكم هي قاسية ذكريات الطفولة متى عادت الينا ونحن في سن الرشد.
“يا سلوى ليش عم تبكي” او “الإحتواء” او “الإحاطة” او “الكوردون الدائري” (او بالانكليزية kettling)، هو تكتيك تستخدمه الشرطة للسيطرة على الحشود خلال التظاهرات او التحركات الاحتجاجية.
استخدمت القوى الأمنية اللبنانية يوم الأربعاء 5 تشرين الثاني هذا التكتيك بطريقة مُبَسطة (وعفوية؟) خلال احتجاج بعض الناشطين على تمديد البرلمان اللبناني لنفسه (انظر الصورة فوق). ولكن، ماذا نعرف عن هذا التكتيك؟
تطوق مجموعة من الشرطة او الجيش او قوات مكافحة الشغب المتظاهرين بنشر كوردون او خط عازل من العناصر حتى محاصرة المتظاهرين تدريجياً في بقعة ضيقة على شكل دائرة كاملة.
وبذلك، يوضع المتظاهر بين خيارين: الخروج من الدائرة الضيقة ليقع بين أيدي الشرطة (والتقاط صورة له وإجباره على الإدلاء بمعلومات بطريقة غير قانونية)، او منعه كلياً من مغادرة الدائرة، ما يؤدي الى حرمانه لساعات (7 ساعات في لندن 2009) من الوصول الى الغذاء او الماء او المراحيض. وقد يقول البعض ان المتظاهر ليس هنا من أجل الاستمتاع بالطعام، إلا أن الوقائع أظهرت أن المتظاهرين قد يعانون من نشفان الريق والاختناق ورهاب الإحتجاز (claustrophobia) جراء كثرة الاعداد والتدافع في هذه الدائرة الضيقة.
ومن أشهر الحالات المرتبطة بتكتيك “الإحاطة” الإحتجاجات التي حصلت خلال قمة الدول 20 في لندن عام 2009، حين قُتل أيان توملينسون بعد أزمة قلبية نتيجة التدافع والتضييق على المتظاهرين في ازقة ضيقة. أدت هذه الحادثة الى اعادة النظر في هذا التكتيك، خاصة وأن توملينسون كان عائداً من عمله ولم يكن مشاركاً في الإحتجاجات.
إذاً لا يميز هذا التكتيك بين الأفراد السلميين الملتزمين بتوجيهات الشرطة، وبين “المشاغبين” التي تعتبر الشرطة أنهم يخالفون القوانين. ويتعاطى هذا التكتيك مع الجموع على أنها “قطعان” يجب تسييرها وجمعها في الحظيرة. حتى الراعي الصالح يهتم بقطعانه ويحرص على سلامتهم. الأنظمة تكتب التشريعات لسياقتنا كالقطعان، ونحن نموت ونتدافع نحو الهاوية.
يا سلوى ليش عم تبكي؟

أهلا،
أنا قارئ لمدونتك (beirut5ampere.org).
اليوم كنت أبحث عن مراجعات لمنتج عبر الإنترنت وأعجبت حقًا بمشاركاتك. لقد استمتعت حقًا بقراءة مدوناتك، خاصة الجزء المتعلق بمراجعة المنتجات.
أتواصل لمعرفة ما إذا كنت مهتمًا بنشر أو كتابة منشورات متعلقة بمنتجات Huawei (Consumer.huawei.com) ، إحدى أشهر العلامات التجارية للمنتجات الإلكترونية في العالم. أعتقد أن هذه المنشورات ستزيذ موضوعات مدونتك وتعود قرائك بالإفادة أيضًا.
أخبرني إذا كنت مهتمًا وسأرسل معلومات أكثر تفصيلاً.
مع أطيب التحيات